العناية بالمدن التاريخية يجب أن تأخذ طابعا إقتصاديا " تصويب

خميس, 11/14/2019 - 13:52

و العناية بالمدن الأثرية يجب أن تأخذ طابعا إقتصاديا صرفا شأنها في ذلك شأن باقي مدن الداخل، لافنادق، ولا طرق معبدة، ولا مكتبات عصرية، ولا مسارح، ولا أسواق عصرية، و لا ملاعب ، العناية، يجب أن تأخذ معناها الحقيقي، أبجديات التنمية لا تعد إنجازات، فهذه متجاوزة، في كل أقطار المعمورة، مدرسة، مشفى، كهرباء... رغم أن الكهرباء مازالت معظم تجمعات الريف لم تسمع بها، لكي تنتعش هذه المدن إقتصاديا يجب ربطها بالمدن الشرقية والجنوبية ذات الكثافة السكانية عن طريق خطوط معبدة وسكة حديدية، فالأموال التي تهدر كل سنة في الرقص والغناء والخزعبلات الأخرى لم تغير من الواقع المأساوي لهذه المدن الضاربة في القدم، ولو قورنت بنظيراتها في دول المغرب العربي والهلال الخصيب التي عاصرتها لأدركنا أننا لم نخطو خطوة واحدة الى الأمام، ف شنقيط مازالت شنقيط، ولاتة مازالت ولاتة، و تشيت مازالت غوانتانامو، ووادان، مازال وادن، مدن أشباح، مقفرة، وديعة تحفها بحار من الرمال، والسلاسل الجبلية ...
تحتاج المدن التاريخية الى ثورة في العمران، ومخطط حضري، ودعاية إعلامية في كبريات شركات الإشهار الدولية، والقنوات الفضائية الأكثر مشاهدة في العالم، بي بي سي، CFI و CNN و DW و b.sport و ناشيونال جيوغرافيك، كما تحتاج هذه المدن الى بناء ملاعب رياضية وصالات للتدريب و معاهد وكليات أكاديمية،،، فإذا توفرت البنى التحتية اللازمة في هذه المدن التي تقاوم الموت بعسر، وربط بعضها مع بعض ومع المدن المعاصرة في الجنوب والشرق يمكن للسياحة الدينية والحضارية أن تزدهر في هذه الربوع النائية ...فإذا ما توفرت هذه الدعامات فإن مهرجانات المدن القديمة ستتحول من الخطب المنبرية والرقصات الفلكلورية الى عامل إقتصادي مستمر يجلب جاذب لرؤوس الأموال و آلاف السياح من الأجانب.
محمد ولد سيدي كاتب و مدون