2020-07-26 05:32:59
احتفلت موريتانيا والصين فبل أيام بالذكرى الـ55 لإقامة علاقاتهما الثنائية بهذه المناسبة أرادت صحفية "نواكشوط "تتبع واقع وآفاق هذه العلاقات المثالية التي جعلت من الصين أول شريك تجاري لموريتانيا فكان لها اللقاء التالي مع سعادة السفير جانغ جيان قوه سفير جمهورية لصين الشعبية المعتمد في نواكشوط.
صحيفة نواكشوط: بعد أكثر من نصف قرن على العلاقات مع موريتانيا هل أنتم راضون عن مستوى هذه العلاقات وما ذا قدمت لبلدكم؟
السفير جانغ جيان قوة: - نحن نشيد بالتطور المستمر لهذه العلاقات خلال الـ 55 سنة الماضية، ونحن راضون عن مستوى التطور الكبير الذي تشهده وفق الإرادة السياسية المشتركة والثقة المتبادلة بين البلدين فالمصالح الجوهرية الصينية الموريتانية يدعم بعضها البعض.
وهكذا ظلت علاقتنا تتطور حتى أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لموريتانيا ،ولم تعد الشراكة بين البلدين تقتصر فقط على الجانب التجاري والاقتصادي ،وإنما توسعت لتشمل الجوانب :الإنسانية، والثقافية، والصحية..
صحيفة نواكشوط: - قلتم إن الصين هي أكبر شريك تجاري لموريتانيا هل لكم أن تحدثونا عن حجم هذه الشراكة وعن التبادل التجاري بالأرقام؟
السفير جانغ جيان قوة: - استثمارات الصين في موريتانيا وصلت حوالي 2 مليار دولارأمريكي ،وهي تسجل نموا بنسبة 3.07%.
أما في العام الحالي 2020 فقد وصلت ما بين شهري يناير و إبريل إلي 524 مليون دولار مسجلة بذلك انخفاضا بلغ 15.73% بسبب جائحة الكورونا..
وقد استقر التبادل بين البلدين سنويا في حدود ملياري دولار أمريكي.
وتستورد الصين من موريتانيا المعادن والسمك ،وتصدر لها الأجهزة الالكترونية والمنتجات الصناعية الصغيرة.
صحيفة نواكشوط:- ما هي أهم المشاريع التي نفذتموها في موريتانيا؟
السفير جانغ جيان قوة:- تتوزع المشاريع الصينية المنفذة في موريتانيا على مختلف المجالات من الدعم الاقتصادي إلي المقاولات والاستثمار وغيرها.
وفي هذه السنة تم إنجاز عدة مشاريع منها :مركز الأمراض المعدية بمركز الاستطباب الوطني، وترميم مستشفى الصداقة ،وتوسعة وزارة الخارجية ووزارة الاقتصاد.
أما فيما يتعلق بمشاريع المقاولة فقد تدخلت بلادنا في مشروع بناء ميناء انجاكو متعدد الاستخدامات الممول من طرف موريتانيا بقروض صينية، وهناك الشركة الصينية العاملة في مجال الانترنتzte.
وعلى مستوى الاستثمار تعتبر "بولي هوندوك" أكبر مشروع استثماري إلي جانب مشاريع المعادن. وفي السنة الماضية بلغت استمارات الصين في موريتانيا31.87 مليون دولارأمريكي.
صحيفة نواكشوط: - يعتبر جسر مادريد من المشاريع التي يعلق عليها الموريتانيون خاصة سكان نواكشوط آمالا كبيرة إلي أي حد وصل هذا المشروع ومتى سيري النور؟
السفير جانغ جيان قوة: - قبل ثلاث سنوات اتفقنا مع السلطات الموريتانية حول مشروع بناء جسر في دوار مدريد ،غير أن خلافات حول التصاميم والتمويل حالت، إلي جانب الانتخابات الرئاسية المنظمة في موريتانيا السنة الماضية، دون ذلك.
واليوم وبعد الموافقة الموريتانية على برنامج التصاميم أصبحنا نفكر في إطلاقه.
صحيفة نواكشوط:- رغم العلاقات الجيدة بين موريتانيا والصين هناك أمور جانبية تحدث من وقت لآخر، مثل قضية الاتهامات الموجهة لشركة بولي هوندونك ،وكذا الاحتجاجات الرافضة لتعذيب المسلمين الايكور في إقليم شينغ يانغ الصيني، وتصريحات وزير الصحة الموريتاني بعدم صلاحية الأجهزة التي قدمتها الصين كمساعدة لموريتانيا في مواجهة وباء كورونا إلي أي حد يمكن لهذا النوع من الأمور أن يشوش على العلاقة المثالية بين البلدين؟
السفير جانغ جيان قوة: - تابعت الأخبار المتعلقة بشركة "بولي هوندوك" وهي أخبار تحتاج إلي تحقيق يثبت صحتها.. فشركة "بولي هوندونك" تعمل بموجب اتفاقية مع الحكومة الموريتانية نالت مصادقة البرلمان الموريتاني وهي تحدد حقوقوالتزامات الجانبين ،وإذا أخلت "هوندونك" بالتزامها يجب اتباع الطرق القانونية .
ولاشك أن "هوندونك" قدمت الكثير للدولة الموريتانية من حيث فرص العمل والضرائب ،والبنية التحتية.
وعدم حل هذا المشكل بالطرق المناسبة ،قد يحطم آمال المستثمرين الصينيين الساعين إلي ولوج السوق الموريتانية و الاستثمار بها.
وبالنسبة لقضية الايكور في إقليم شينغ يانغ الصيني هي ليست قضية إنسانية او دينية ،كما يتصورها البعض،و إنما هي قضية إرهابية ،ولا شك أنه لا توجد حكومة في العالم تسمح بالأعمال الإرهابية على أراضيها ،وهناك دور كبير للدول الغربية في قلب الحقيقة ،وتضخيم المسألة .وهنا لا يفوتني أن أشيد بدور الحكومة الموريتانية الداعم للموقف الصيني في هذه القضية.
أما فيما يتعلق بالموضوع الذي أثير حول أجهزة الفحص فقد تبين بعد الاختبار انها صالحة بل وجيدة.
ومن المعروف أن الصين كانت أول دولة تقدم الدعم لموريتانيا فى مواجهة جائحة الكورونا ،وحتى الآن قدمنا 15 دفعة من المستلزمات الطبية تبرعت بها قنوات حكومية ومؤسسات شعبية من ضمنها مساعدة قدمتها السيدة الأولي.
ويمكن أن نقول إن العلاقات الصينية الموريتانية تتطور بشكل مضطرد ،ونتمنى أن يتم حل قضية "هوندونك" بشكل مناسب لأن فشلنا في التوصل لذلك يعني فقدنا لثقة المؤسسات الصينية للاستثمار في موريتانيا.
صحيفة نواكشوط:- سعادة السفير تحدثت وسائل إعلام دولية ومحلية عن سقوط حطام صاروخ صيني في المحيط الأطسي على مقربة من العاصمة نواكشوط ،ولم تقدم سفارتكم أي توضيح حول الموضوع، كما لم تتحدث عنه الجهات الرسمية في موريتانيا مما فتح المجال واسعا أمام الشائعات حتى أن البعض حاول الربط بين تلك الحادثة وتفشى وباء كورونا في موريتانيا هل من توضيحات حول هذه الحادثة؟
السفير جانغ جيان قوة: - لقد تابعت بعض تلك الأخبار ،ولم أتوصل بمعلومات من الجهات الرسمية الموريتانية حول الحادثة ولا حول مكان سقوط حطام الصاروخ. أما عن علاقة الموضوع بالكورونا فهذه مجرد شائعات لا أساس لها لأن الكورونا يموت بدرجة الحرارة فوق الـ70 وكثير من الدول المتقدمة تطلق صواريخ كل سنة، وقبل إطلاق أي صاروخ يتم حساب مكان سقوط حطامه بدقة، وفي الغالبية العظمى من الحالات، الحطام يسقط في مناطق غير مأهولة لأنه تم قياس موقع السقوط قبل الإطلاق، ونادرا ما تسقط في المناطق المكتظة بالسكان. .
صحيفة نواكشوط: - كيف تنظرون لمستقبل العلاقات بين موريتانيا والصين؟ نقلا عن صحيفة انواكشوط
السفير جانغ جيان قوة:- أثق بمستقبل التعاون بين البلدين وأتطلع إلي تطوير العلاقات الودية بينهما في مختلف المجالات الاقتصادية والصحية والثقافية فالتعاون الصيني الموريتاني هو نموذج التعاون الصيني الإفريقي، ويجب على الشعبيين والحكومتين تطوير وتوثيق هذا التعاون لتسمتر العلاقات الصينية الموريتانية إلي الأبد، وأنا على يقين من أن ذلك سيتحقق بناء على الثقة السياسية المتبادلة بين الطرفين.
صحيفة نواكشوط: - نشكركم.