يستعد “أسطول الصمود المغاربي” للإبحار من تونس، في رحلة محفوفة بالمخاطر، هدفها الالتحام بأحرار العالم في عرض المتوسط نصرة لغزة المحاصرة، التي يتعرض أهلها لإبادة جماعية منذ قرابة عامين.
وأعلن القائمون على “أسطول الصمود العالمي” أنّ القسم المغاربي للأسطول سيُبحر من تونس يوم الأربعاء المقبل، ليلتحق بالسفن التي انطلقت من إسبانيا وإيطاليا باتجاه غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على القطاع.
وجاء في بيان تلاه أحد أعضاء الهيئة عبر مقطع مصور على حساب “أسطول الصمود” بمنصة “فيسبوك” إن التأجيل تقرر “نظرا لعدة أسباب أولها هو تأخر وصول الأسطول من إسبانيا، وثانيها هو الأحوال الجوية وحالة البحر، وأسباب أخرى لوجستية مرتبطة بحالة السفن”.
وأضاف أن “سفن أسطول الصمود ستنطلق من تونس رسميا يوم الأربعاء 10 سبتمبر من ميناء سيدي بوسعيد، بتونس العاصمة وذلك بالتنسيق مع بقية مكونات أسطول الصمود”.
وأشار البيان، إلى أن الفعاليات الرسمية والشعبية لتوديع سفن الأسطول ستكون “الأربعاء المقبل أيضا، بينما فعاليات استقبال السفن الإسبانية تبقى قائمة غدا الأحد، لمن يرغب في المشاركة والحضور من التونسيين والتونسيات”.
وكانت رحلة الأسطول من تونس قد تأجلت مرتين بسبب سوء الأحوال الجوية وتنسيق المواعيد مع باقي القوافل البحرية، إذ أُرجئ انطلاقه أولًا من الخميس إلى الأحد، ثم إلى الأربعاء.
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة التونسية، عبّر النائب عن حركة الشعب، محمد علي، عن اعتزازه بمشاركة نواب تونسيين في هذا التحرك التضامني، مؤكدا أن البرلمان التونسي شكّل لجنة لمتابعة مسار الأسطول والاستعداد لأي طارئ قد يواجهه.
وقال النائب التونسي إنّ “تونس اليوم تحتضن رموزا من العالم المؤمنين بالحرية والعدالة”، مشددا على أنّ سلاح المشاركين الوحيد هو إيمانهم بعدالة القضية الفلسطينية، وداعيًا برلمانيي العالم إلى تشكيل جبهة برلمانية دولية في سبيل مواجهة الاحتلال ودعم غزة.
من جانبه قال النائب الجزائري يوسف عجيسة، نائب رئيس “المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة”، إن الهدف من انطلاق عشرات السفن هو “فتح ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف سياسة الحرب عبر التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي”.
ووصف سياسات العدو الصهيوني بأنها “إبادة جماعية مستمرة منذ 2006″، مؤكداً أن الشعوب العربية والمسلمين وأحرار العالم اجتمعوا لقول “كفى لإسرائيل”.
ومنذ أواخر أوت الماضي، غادرت نحو عشرين سفينة ميناء برشلونة الإسباني، أعقبها أسطول آخر من ميناء جنوة الإيطالي، فيما ينتظر أن تلتقي هذه القوافل بالقسم المغاربي في عرض المتوسط قبل متابعة الرحلة نحو غزة.
ويتكوّن “أسطول الصمود العالمي” من عدة هيئات دولية تضامنية، أبرزها: اتحاد أسطول الحرية، حركة غزة العالمية، قافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية.
ويأتي هذا التحرك في ظل ظروف إنسانية كارثية يعيشها الفلسطينيون في القطاع، مع استمرار الحصار الصهيوني منذ مارس الماضي، وحرمان السكان من المساعدات الأساسية، وسط تقارير دولية تحذّر من تفشّي المجاعة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى عشرات الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال.
يذكر أنه صباح الاثنين 9 جوان، انطلقت قافلة الصمود المغاربية من العاصمة تونس باتجاه قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار عليه، بالرغم من اعتراض الاحتلال للسفينة “مادلين”.
ولقيت القافلة دعمًا شعبيًا واسعًا في تونس، حيث رافقها حفاوة شعبية من العاصمة إلى الجنوب، مرورًا بسوسة وصفاقس وقابس وبن قردان، في مشهد أعاد الزخم الشعبي العربي الداعم للقضية الفلسطينية إلى الواجهة، وكذلك في ليبيا حصل نفس الشيء وتم تزويدها بالوقود والطعام مجانا.
ومع اقتراب القافلة من الأراضي المصرية لفك الحصار المضروب على قطاع غزة، سادت حالة من الصمت رسمياً في القاهرة إزاء التعامل معها، قبل أن تنطق السلطات المصرية بقرار المنع من الدخول، لتعود أدراجها دون تحقيق الهدف المنشود.