تشهد موريتانيا تنامي ظاهرتين غاية في السوء الأولى ظاهرة آلمودات وفي الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة أخرى هي الكولابة مجموعة من القصر بعضهم يستغل عربات حمير لرمي القمامة والبعض ينبش أكياس القمامة وحاوياتها ويقلب مكبات النفايات بحثا عن القطع المعدنية وتكمن المخاطر في ما يمكن أن يتعرض له هؤلاء من الأمراض بالإضافة إلى ما قد يجرهم إليه ما يكسبونه من المبالغ الزهيدة التي تسهل عليهم شراء ما يرغبون بشرائه بعيدا عن رقابة أولياء أمورهم كالسجائر وغيرها من المواد الضارة ولعل الإدمان على بعض المواد هو ما يجعلهم يلجأون إلى السرقة أحيانا ولك أن تتخيل حين يلجأ طفل في الثامنة أو العاشرة إلى إحتراف السرقة أين سينتهي به المطاف اليوم وبالجرم المشهود تم القبض على صبي وقد سرق باب منزل أحد الجيران في طرفة عين ليخبئه داخل الحاوية التي يجمع فيها القمامة وبسبب العجلة صدم سيارة كانت متوقفة على جانب الطريق محطما زجاجها الأمامي هذه الحادثة كانت السبب في اكتشاف السرقة و في السنة الماضية ألقت أسرة القبض على صبي بعد أن سرق كل الأواني من المطبخ أثناء خروج الأم لجلب بعض الحاجيات من الدكان المجاور وبعدها بأيام سقط صبي في حوض مياه بعد أن تسلق حائط أحد المنازل ما أدى إلى وفاته على الفور ومما يسهل على هؤلاء أعمالهم أن الكولابة وآلمودات بعرباتهم وأوانيهم هم بمثابة من يحمل تصريح دخول إلى كل الأماكن، وطرق كل الأبواب، فتراهم في الإدارات والمستشفيات والأسواق والمناسبات وبين السيارات فإذا كان في المنزل أحد تظاهروا بالبراءة وحين يكون المنزل خاليا أو أهله غافلون تتم سرقة ما أمكن في لمح البصر قد لا ينطبق الأمر على الجميع ولكن حوادث عدة تدل على خطورة المسألة وخاصة أن هؤلاء الأطفال يتم استغلالهم أحيانا من بعض العصابات لتنفيذ السرقات والتجسس على المنازل ومما يؤشر على ذلك أن بعض الأطفال يمتهنون الظاهرتين دون علم أهاليهم، فمن وفر لهم العربات والحمير؟ حكت لي إحدى السيدات أنها تفاجأت حين رأت ابن جيرانها يقود عربة لرمي النفايات بينما يعتقد أهله أنه في المدرسة نتحدث عن صبي في الثانية عشر من العمر ! وعليه فإنه من واجب الحكومة التدخل والقضاء نهائيا على مثل هذه الظواهر الغريبة على المجتمع كما يجب على المواطنين اتخاذ الحيطة و الحذر وعلى ذوي الأطفال إحاطة أطفالهم بمزيد من الرعاية والرقابة حتى لا يتم الزج بهم في مستنقع الجريمة والضياع فأكثر هؤلاء هم مجرمو المستقبل القريب ولكن بحرفية عالية بسبب تراكم الخبرات ما يجعل الأمن في وجه تحد كبير قد يعصف به نهائيا.
بقلم أحمدو ولد محمد الأمين