ان يتقدم 1500 شاب من خريجي الجامعات والمعاهد العليا لمسابقة اكتتاب 20 قاضيا فقط وان يندفع الشباب الموريتاني الى هذه "الشعاع" الضئيل بهذا الكم الكبير والحجم النوعي والضخم من الشباب حتى تفرز من بينهم اللجنة الوطنية للمسابقات عشرين شخصا
هو امر يُنذر بالخجل ويظهر لنا غياب استراتيجية حقيقية من جانب الدولة الموريتانية لامتصاص البطالة ومواجهة شبح اليأس والقنوط ومرارة الحرمان الاليم الذي تعانيه اطياف واسعة من الشباب الموريتاني ..
صحيح ان الدولة انشأت ومولت وكالة وطنية تعنى بترقية و تشغيل الشباب والتعامل مع حملة الشهادات لكن الامر اقرب الى الخيال منه الى الواقع فلو ان لهذه الوكالة أي انجاز حقيقي يلامس ظرف آلاف الخريجين لما تدافع الآلاف من حملة الشهادات الى هكذا مسابقات وبهذا الكم المرعب والمخيف..
بكلمة واحدة اذا لم تضع الدولة ومن خلال اعلى المستويات خططا علمية واستراتيجيات مدروسة تشخص مشكل البطالة وتضع الحلول لمشكل التشعيل ومواجهة العطالةk فان الخطر سيحدق بموريتانيا في قابل الايام وسوف تجد البلاد نفسها امام أزمات وكوارث من جنس آخر لم تتعرض لها من قبل قلة قليلة من الدول عبر التاريخ..